تأثير التغيرات المناخية على البيئة الخارجية لمشروع الإسكان الاجتماعي وطرق الحماية لتحقيق جودة الحياة

الملخص

تعتبر ظاهرة التغيرات المناخية ظاهرة عالمية  (Global Phenomenon) إلا أن تأثيراتها المحلية، تختلف من مكان إلى مكان على سطح الكرة الأرضية نظراّ لحساسية النظم البيئية في كل منطقة. وقد حرص الإسلام على تعميق مفهوم المحافظة علي البيئة وذلك طبقا لما جاء في قرانه الكريم وصدق سبحانه حيث يقول تعالى: ﴿ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 56] وقد أشارت إحدى الدارسات الصادرة عن المنظمة الدولية للأرصاد الجوية إلى ارتفاع في متوسط درجات الحرارة عالمياً بنحو أربع درجات مئوية بحلول عام 2060 . 
وتعتبر مصر من خمس دول على مستوى العالم هي اكثر الدول تعرضا للآثار السلبية للتغيرات المناخية سواء بارتفاع سطح البحر أو غرق أجزاء من الدلتا وما يعكسه كل ذلك من أضرار اجتماعية واقتصادية وبيئية. وتتمثل أهمية العناصر المناخية في اثرها علي المسكن والبيئة الخارجية والتي تؤثر بدورها علي محورين الأول الإنسان وما يتحقق من الراحة الحرارية للإنسان والثاني اثرها علي المبني و أدائه الحراري  وما تحويه من عناصر تشمل  (الإشعاع – درجة حرارة الهواء -الضغط الجوي -الرياح -الرطوبة  ) وبيان تأثير ذلك علي المستوي التخطيط العمراني من توزيع الكتل البنائية والشوارع والفراغات بينها وأيضا علي مستوي المنشأ وعناصره من توزيع عناصر الوحدة السكنية والغلاف الخارجي للمبني.
 وقد تبنت الدولة أضخم مشروع في تاريخ مصر يتم تنفيذه بدءا من 2012 بإنشاء مليون وحدة سكنية بكافة المحافظات والمدن الجديدة وهو مشروع الإسكان الاجتماعي.
ومن اهم مؤشرات جودة الحياة المسكن الملائم وهو جزء هام من عناصرها ويشكل العنصر المناخي عامل هام في تحقيق جودة المسكن وبالتالي يتحقق من خلاله رفع مستوي مؤشر جودة الحياة. ومع تنفيذ هذه المشاريع علي مستوي الأقاليم السبعة وتتضح المشكلة في عدم وضع العناصر المناخية المحيطة للمبنى ووضع اثر التغيرات المناخية المتوقعة من الأهمية  التي تجعل منها مؤثرهام من أجل الحصول على الحلول التصميمية المناسبة التي توفر الراحة الصحية والفسيولوجية والنفسية التي تربط الإنسان بالمناخ الخارجي لأن المبنى يتفاعل مع المناخ الخارجي، ونتيجة لهذا التفاعل يتحدد المناخ الداخلي وبالتالي تحدد نوعية المعالجة التي يحتاجها المبنى لتوفير المناخ الملائم لحياة الإنسان.
ويهدف البحث إلي التعريف بالعناصر المناخية واختلاف صفاتها في أقاليم مصر وتحديد شكل المتغيرات المناخية لهذه العناصر المتوقعة ودراسة وتحديد الأثار علي الوضع القائم لمشروع الإسكان الاجتماعي ووضع حلول التخفيف من هذه الأثار.    
وينتهج البحث المنهج الاستقرائي لرصد الأدبيات اللازمة للبحث لكافة عناصره والمنهج الاستنباطي لاستنتاج محددات تشمل رصدت تأثير المناخ والتغيرات المناخية واثرها علي مشروع الإسكان الاجتماعي و يتم رصدها مما سبق دراسته لوضع نتائج محددة .
وينتهي البحث إلي الوصول إلي نتائج وتوصيات توضح أهمية العنصر المناخي  واثره علي بيئة المسكن الاجتماعي وتحديد الأليات التي من خلالها يتم خلق منطقة راحة حرارية للمستخدم ورفع مؤشر جودة الحياة لمستخدمي المشروع.